الطريقة ودورها في صقل موهبة المحامي - المرشد القانوني

الطريقة ودورها في صقل موهبة المحامي

الطريقة هي أحد أهم مقومات مهنة المحاماة، ويقصد بها النشاط الذي يبذله المحامي ومجموعة الأساليب والمنهج الذي يتبعه في توظيف العلم وفق ما يهديه إليه ذكاؤه وما تسعفة موهبته وقدراته الخاصة لاستخدام الأدوات القانونية والمنطقية المقررة أو المتاحة والتي ترشده إليها وقائع القضية التي يمثل فيها موكله وما يستخلصه من حقائق ومعطيات ثابتة ملف القضية، وذلك سواء في مرحلة إعداد وتحضير الدفاع، أو خلال الحضور أمام المحكمة للمرافعة وتقديم ما أعده من دفاع، بقصد التأثير في قاعة المحكمة بما يبديه من أدلة وأسانيد قانونية وقضائية وفقهية لتأكيد أنه هو صاحب الحق أو المصلحة محل النزاع، مفندًا دفاع خصمه بما يؤهل المحكمة أن تقضي له بطلباته.


لقد انطوى تعريف "الطريقة" باعتبارها من أهم مقومات مهنة المحاماة على بعض الحقائق نذكر منها ما يأتي:

1. أن الطريقة هي نشاط ومجموعة أساليب ومنهج يتبعه المحامي باعتباره ممثلا لأحد.


2. أن الطريقة هي في الأصل وسيلة المحامي ترشده إلى توظيف العلم المتوافر لديه في خدمة القضية التي يمثل موكله فيها، وسواء أكان هذا العلم متصلاً بالقواعد القانونية الموضوعية أو بالقواعد القانونية الإجرائية أو معلومات ومعارف غير قانونية إلا أنها تخدم دفاعه في القضية.


3. أن النشاط الذي يبذله المحامي والأساليب التي يتبعها لتوظيف العلم في خدمة القضية وما يعرضه من دفاع فيها إنما يتوقف على ثلاثة عوامل مهمة وهي:

- الأول/ الذكاء، والذكاء قدرة من القدرات العقلية العامة.

- الثاني/ القدرات الخاصة، التي يتمتع بها المحامي، بجانب الذكاء كقدرة عامة يتمتع أي فرد ببعض القدرات الخاصة أو المهارات. ومن هذه القدرات (القدرة على التحمل والتفكر والتخيل، القدرة على إسترجاع المعلومات، القدرة على الحوار والجدل، القدرة على الإبداع والابتكار). وتوجد أنواع أخرى عديدة من القدرات الخاصة، والتي تختلف من شخص لآخر فمن تتوافر لديه مثلاً القدرة على التحمل والتذكر يكون أنجح من غيره ممن لا تتوافر له هذه القدرة وهكذا وكلما كان المحامي تتوافر لديه قدرات خاصة متعددة ومتنوعة مما هي لازمة وضرورية لإجادة أعمال المحاماة لا شك أنه يكون أفضل وأنجح من غيره ممن لا تتوافر فيه هذه القدرات، لأن قدرة المحامي على توظيف القواعد القانونية لخدمة قضيته. إنما تتوقف كثيرًا على ما لدى المحامي من قدرات خاصة ومهارات، وهي بالطبع تختلف من محام لآخر، وبدرجات متفاوته. 

إن ما نشاهده أو نسمع عنه من فروق فردية بين المحامين سببه الأساسي هو ما يتمتع به بعض المحامين من قدرات خاصة لا تتوافر لدى غيرهم، سواء أكان ذلك في مجال المرافعة الشفوية أو المكتوبة أو حتى بالنسبة للمقومات الشخصية بوجه عام. 

- الثالث/ الموهبة، والموهبة هي عبارة عن مجموعة من القوى الفطرية الطبيعية الكامنة في روح وكيان الإنسان، فتشكل وتوجه نشاطه وترتقي بأدائه وممارساته وتطبعه على التميز والابتكار، ويصقلها العلم والمعرفة والخبرة، فتطبع صاحبها على التفرد وسمو المكانة وسعة وعمق ونقاء الشهرة.


4. الطريقة تعني أن يستخدم المحامي الأدوات القانونية والمنطقية سواء التي حددها القانون أو تلك المتاحة أمامه وفق ما يستخلصه المحامي من حقائق ومعطيات مما هو مثبت بملف القضية، وهو ما يعني بل ويؤكد أن الوقائع المادية بما تشير إليه من حقائق ومعطيات هي التي ترشد وتوجه المحامي إلى ترشيح واختيار القواعد القانونية الواجبة التطبيق على وقائع القضية، سواء أكان ذلك بالنسبة للقواعد القانونية الموضوعية أو القواعد القانونية الإجرائية. إن ذلك يعني ضرورة أن يحده المحامي الوقائع المهمة في القضية، ويتفهمها جيدًا لأن هذه الوقائع هي التي تحدد له القواعد القانونية الواجبة التطبيق.


5. إن الطريقة كأحد أهم مقومات مهنة المحاماة تعاصر كل عمل من أعمال المحاماة في كل مرحلة، سواء في مرحلة الإعداد والتحضير، أو مرحلة الحضور أمام المحكمة وتقديم الدفاع الشفوي أو المكتوب، في كل هذه المراحل لابد أن ينشط المحامي ويستخدم الأساليب والوسائل الكفيلة بأن يعلم بكل جوانب الموضوع الذي يمثل فيه موكله، وأن يحدد القواعد القانونية الواجبة التطبيق على هذه الوقائع، وأن يعد ويحضر ردودًا على ما يقدمه خصمه من دفاع، ويظل نشاط المحامي واهتمامه مستمر حتى صدور الحكم الفاعل في النزاع وخلال كل درجات التقاضي المتاحة.


6. في غاية النشاط الذي يبذله المحامي وكل ما يستعين به من وسائل هو خلق قناعة لدى المحكمة بأن ما يدافع عنه وما يطلبه هو الحق، وهو يؤكد ذلك بما يقدمه من أدلة ووأسانيد قانونية وقضائية وفقهية متعددة لتثبيت هذه القناعة لدى المحكمة حتى تسايره فيما يطلبه.

إذن الطريقة باعتبارها من أهم مقومات المحاماة قوامها القدرات الخاصة أو "الموهبة" باعتبار أن المحاماة فن، وهي ككل الفنون تستلزم "موهبة خاصة"، فإن كل إنسان يمكنه أن يعزف. ولكن ليس كل عازف فنان، ومن ثم فقد أمكن أي شخص أن يكون محامي، ولكن ليس كل محام فنان.


- المصدر : موسوعة مقومات التميز والكفاءة.

- المؤلف : د. كمال عبد الواحد الجوهري.

- الصفحة : 58 - 60.

اهلاً بكم في مدونة المرشد القانوني

نلفت أنظاركم إلى مستودع في غاية الأهمية على منصة التيليجرام علمًا هو متخصص بإرفاق المصادر القانونية من حيث المعاجم والكتب والمجلات والاطاريح والرسائل.

حسناً