1- لا ترتكن على مقدرتك الكلامية، وبلاغتك في التعبير، بل على إعداد قضيتك كما لو كنت لا تحسن الكلام.
2- الوضوح وحسن التعبير أفيد للمترافع من قوة الحجة، فلا قيمة للحجة إذا لم يحسن المترافع شرحها.
4- لا تترافع للجمهور، إن حجتك تفقد الكثير من قوتها إذا أحس القاضي أنك لا تسعى لإقناعه بل تريد الظهور.
5- لا تهاجم قاضيك ولا تتملقه.
6- قد يترافع المحامي ساعتين ويكون مقلاً، وقد يترافع غيره خمس دقائق ويصبح مملاً.
7- قلل من السخرية، وإذا أستعنت بها فكن حصيفًا، فإن القاضي لا يسره أن تسليه على حساب خصومك، ولكنه يتوقع منك ان تقدم إليه حججًا مقنعة، يستعين بها في تركيز حيثيات حكمه على أرض صخرية صلبة.
8- اجتهد أن تستحوذ انتباه قاضيك عند أول جملة تقولها، ولخص موضوع البحث في ألفاظ قليلة واضحة لتضمن أن يتابعك القاضي حتى نهاية مرافعتك.
9- ليس معنى حرية الدفاع أن تتحدث في مسائل بديهية، أو خارجة عن موضوع الدعوى، أو تتعرض لأشخاص لا علاقة لهم بالدعوى.
10- لا قيمة لحرية الدفاع إذا استعملها المحامي في نشر المفتريات وجبن عن فضح المظالم.
11- تذكر وأنت تترافع عن الكلام الغامض عن وقائع واضحة يجعلها غير مفهومة، في حين أن الحديث الواضح عن وقائع غامضة يلقي عليه بصيص من النور.
12- إن كانت قضيتك ضعيفة فلن تستفيد شيئًا من إخفاء نقطة الضعف فيها ومحاولة الدفاع عما لا يحتمل دفاعًا، وخير لك أن تعترف بما لا سبيل إلى إنكاره ليسهل عليك إقناع قاضيك بقبول ما تراد إقناعه به، فإن الإخلاص في عرض الوقائع ومناقشة الأدلة هو سلاحك البتار.
13- معرفة الحقيقة شيء والتعبير عنها والإقناع بها شيء آخر، إن إقناع القاضي يتطلب فضلاً عن قوة التعبير طريقته، وذلك السر الخفي الذي لا يتمتع به إلا القليلون، وهو ملكة بث الثقة، بل فرضها فرض على السامعين.
14- أبتعد عن تعبيرات الملق، لا تطلب شيئًا من (عدالة) المحكمة بل أطلب حقك من المحكمة نفسها، فإن عدالة المحكمة إن كانت موجودة فهي في عنى عن تملقك وأن لم تكن موجودة فلن يوجدها تملقك.
15- أولى خطوات الإقناع أن تكسب انتباه من تتحدث إليه، فإن لم تفعل فإن بلاغتك وقوة حججك وأسانيدك القانونية تذهب كلها هباء.
16- أحرص على إدخال حجتك القوية إلى الأذن غير منتظرة الإذن كما يقولون, لا تقدم لها بقرع الطبول بل سقها في الوقت المناسب عندما تتبين أن الآذان والقول مهيأة لقبولها.
17- أهتم بالجانب المظلم من قضيتك أكثر من اهتمامك بالجانب المضيء، فالجانب السهل يتولى نفسه بنفسه.
18- لا تحاول نفي ما لم يثبته خصمك فتستكمل بذلك الحلقة الناقصة من سلسلة أدلته.
19- السباب ليس حجة أيًا كان مصدره. والتؤكيد ليس دليلاً أيًا كان قائله. والصوت المرتفع لا يحل إقناعًا، إنما يأتي الإقناع إذا صدر من القلب. فإنما تأتي قوة الرصاصة من قوة البندقية التي تقذفها.
20- لا ينحصر فن المحامي في إعداد أفضل الأسلحة ليستعملها في المعركة، بل في معرفة كيف يستعملها وخاصة متى يستعملها .
21- سایر قاضيك في طريقة تفكيره هو، لا الطريقة التي تعتقد أن يجب أن يفكر بها، فمهمتك أن تجعل القاضي يقتنع بحجتك ويحكم الك، لا أن تبين السامعين أنك مصيب وأن قاضيك مخطئ.
22- إبدأ مرافعتك دائمًا في هدوء وتواضع، واسترسل فيها حتى تعد آذان القضاء لسماع صرخات غضبك أو استهجانك طبيعية وموضوعية، فلا يستكثرها أحد ولا يستهجنها. أما الصراخ منذ البداية، والصوت الغاضب قبل أن يدرك السامعون له سببة، فإن ذلك ينفرهم بدلاً من أن يسترعي اهتمامهم.
23- من الخير ان تسأل نفسك من أين تبدأ مرافعتك، ولكن الأفضل أن تعرف متى وكيف تنتهي منها، فإن الإطالة ضارة، والتكرار اضر، وإملال القاضي أسوأ وقعًا منها.
24- يجب ان يكون الدفاع كاملاً وإلا كان بلا جدوى، كالحرف الأبجدي لا قيمة له إلا بالأحرف المكملة للكلمة.
25- القاضي ومحامي الخصم وممثل الادعاء العام وشهود الدعوى يخضعون جميعًا للمحامي الملم بقضيته، وإذا خسر دعواه كما لا بد أن يحدث أحيانًا فإنما يخسرها وهو مقتنع بأنه يضعف أمام القاضي، ولا تغلب عليه محامي الخصم, وإنه إنما خسر دعواه لأن العدالة اقتضت ذلك، أو لسوء حظ موكله، ولكنه يستطيع أن يخرج من الجلسة رافعًا رأسه، راضيًا عن نفسه، لأنه لم يقصر في أداء واجبه.
26- إبتعد عن الخطأ، فالوقوع فيه سهل، والتخلص منه صعب.
27- إذا تبادل قضاتك الحديث اثناء مرافعتك، فافترض أنهم يتبادلون الرأي في قضيتك، فلا تغضب ولا تظهر استياء، بل توقف عن المرافعة ودعهم يصلو إلى رأي في الحجة التي كنت تدلي بها ثم أعد عرضها مصقولة في ثوب جديد.
28- الحجة المتكررة كالطعام الذي يعاد تسخينه، كن طبيعيًا لا تتواضع كبرًا ولا تتكبر عجرفة، لا خضوع ولا استعلاء، ولا تكثر من الحركات, إنك تجعل القاضي يلتفت إلى حركاتك ولا يصغي إلى حديثك.
- المصدر : المرشد العملي للمرافعة والطعن أمام المحاكم الجزائية.
- المؤلف : المحامي مكي عبد الواحد كاظم.
- الصفحة : 38 - 42.